السبت، نوفمبر 12، 2011

سيف الله المسلول [ خالد بن الوليد ] رضي الله عنه

خالد بن الوليد ... سيف الله المسلول

هو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي .. كنيــته أبو سليمان .. و لقـّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بــــــ سيف الله المسلول.



نـَسَبـُـه ::
----------

 والده : الوليد بن المغيرة المخزومي .. هو عم  أم سَلَمَة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. من أشراف قريش و سيدا فى بني مخزوم .. واسع الثراء .. كان يُطعِم الناس خاصة فى موسم الحج و سوق عكاظ .. و كان يكسو الكعبة عاما و قريش كلها تكسوها العام الذى يليه بالتبادل مع الوليد ( الجدير بالذكر أن الوليد مات على كفره ).

 والدته : لبابة الصغرى بنت الحارث .. صحابية جليلة .. هى الأخت الشقيقة لـــ ميمونة بنت الحارث زوجة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام .. و الأخت غير الشقيقة لـــ زينب بنت خزيمة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام.

 إخوته : كان له 6 إخوة ( منهم : الوليد بن الوليد بن المغيرة الذي سبق خالد للإسلام ) .. و أختان.
 
نشـأته ::
---------

 كانت نشـأته مترفة مع إخوته فى بيت أبيهم الوليد ( أثرى أثرياء قريش ) .. و تعلم الفروسية و أبدى فيها براعة شديــدة حتى أنه كان أحد الاثنين الذين يقاتلان بسيفين فى نفس الوقت ويقود الفرس برجليــه ( و الثاني هو الزبير بن العوام ).

قبل إسلامه ::
------------

 كان كثير التردد قبل الدخول فى الإسلام .. و كان يبغض الإسلام فى بادئ الأمر .. لم يشارك في بدر لأنه كان حينها في الشام .. لكنه شارك في أحد و كان سببا فى قلب الطاولة على المسلمين بعدما كانوا منتصرين .. إذ استغل نزول الرماة من على أحد و دار من خلفهم و أطبق عليهم.

 شارك فى غزوة الأحزاب و قاد كتيبة من الفرسان لمحاولة اقتحام الخندق .. و لكنه لم يفلح .. و عندما قرر المشركون الانسحاب .. قام خالد و عمرو بن العاص بحماية ساقتهم.

 كان على رأس خيالة قريش الذين خرجوا ليـحولوا بين المسلمين و الكعبة في غزوة الحديبيــة.
 
إسلامه ::
--------

 أسلم خالد مع عمرو بن العاص و عثمان بن طلحة في صفر من العام 8هـ ( أي قبل فتح مكة بـ 6 أشهر ).

 أرسل إليه أخوه الوليد بن الوليد ( وكان قد سبقه للإسلام ) يقول له:
(( بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك عقلك، ومثل الإسلام جهله أحد؟ وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك وقال: « أين خالد؟ » فقلت: يأتي الله به. فقال: « مثله جهل الإسلام ولو كان جعل نكايته وجده مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره » فاستدرك يا أخي ما قد فاتك فقد فاتتك مواطن صالحة )).
فانشرح صدر خالد للإسلام .. و قرر الخروج إلى المدينة .. و أخبر بذلك عثمان بن طلحة الذي كان بالفعل يفكر فى ذلك .. و اتفقا على الخروج إلى المدينة .. و قابلا عمرو بن العاص .. فسألاه عن سبب ذهابه للمدينة .. فكان كمثلهما يريد الدخول فى الإسلام.

 رأى خالد في منامه كأنه في بلادٍ ضيّقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: (( إن هذه لرؤيا )) ... فلمّا قدم المدينة ذكرها لـــ أبي بكر الصديق فقال له: (( هو مخرجُكَ الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك )).

بعد إسلامه ::
------------

 شارك فى غزوة مؤتة بعد إسلامه .. و بعد استشهاد قادتها الثلاثة  زيد بن حارثة وجعفر بن عبدالمطلب وعبدالله بن رواحة .. ولاه المسلمون قيادة الجيش .. و استطاع رغم قلة جيشه مقارنة بجيش الروم و الغساسنة من الانسحـــاب بخطة أقل ما يمكن أن توصف به أنها  خـطــــة عـبـقـريــــــــــة بجميع المقاييس.

 جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميسرة جيش المسلمين المتجه لفتح مكة .. كما كان على مقدمة بني سليم فى غزوة حنين .. و شارك فى غزوة دومة الجندل و تمكن من أسر ملكها أكيدر.
 
فى حروب الردة ::
----------------

 كان له دور كبيـــــــر فى حروب الردة .. فواجه مدعي النبوة مثل مسيلمة الكذاب ( في معركة اليــمامة ) و سجاح و هزمهم .. و قتل مالك بن نويرة الذي اتهم بالردة.
( يقول البعض أن :::: مالك كان مسلما .. و أن خالد قتله بالخطأ .. حيث كانت ليلة شديدة البرودة .. فقال لجنوده (( أدفئوهم )) أي مالك و أصحابه .. و كان جنود خالد من بني كنانة و (( أدفنوهم )) في لغتهم تعني ( اقتلوهم ) .. فقتلوهم .. لكن أبوبكر الصديق خليفة المسلمين رضى من خالد عذره ) --- والله أعلم --- .
 
فى فارس و الشام ::
------------------

 أرسله أبوبكر رضي الله عنه وأرضاه لفتح بلاد فارس .. و حقق فيها انتصارات رهيـــبة جعلت من اسم خالد بُعبُعا للفرس.

 بعد أن استتب الأمر لــ خالد في العراق .. أرسله أبوبكر لجيش المسلمين في الشام لمواجهة الروم .. فقطع صحراء السماوة .. و وحّد جيش المسلمين و أعاد تنظيمه .. و انتصر فى معركة اليرموك على الروم.

( ملحوظة ::: من يريد أن يعرف ما معنى العبقرية الحربية .. يقرأ عن معركة اليرموك و غزوة مؤتة )

 أثناء معركة اليرموك توفي أبوبكر .. و تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة .. و كان نجم خالد في السماء حتى ظن المسلمون أنه ( لا نصر بدون خالد ) .. فأمر عمر رضي الله عنه بعزل خالد من قيادة الجيش ليعود جنديا عاديا فى صفوفه و يتولى أبو عبيدة بن الجراح القيادة حتى لا يفتـن المسلـــمون بـ خالد .. فالنصر من عند الله عز وجل .. لا من عند خالد.

 علم أبو عبيدة بن الجراح بأمر عمر بن الخطاب أثناء معركة اليرموك .. فكتم الأمر فى نفسه حتى انتهت المعركة .. ثم أخبر خالد بأمر الخليــفة .. فســأله خالد (( يرحمك الله أبا عبيدة .. ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتــاب )) .. فأجاب أبو عبيدة (( إني كرهت أن أكسر عليك حربك .. و ما سلطان الدنيا نريد .. و لا للدنيا نعمل .. كلنا فى الله أخوة )).
 
موته ::
-------

 مات خالد بن الوليد في حمص .. و دفن فى مسجد سمي باسمه.

 (( لقد شهدت مئة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر، إلا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء فلا نامت اعين الجبناء )) ....... قالها على فراش الموت.
رضي الله عن خالد بن الوليد سيف الله المسلول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
تعريب وتطوير مدونة الفوتوشوب للعرب
مدونة عظماء © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger